كارل غوستاف يونغ

كان أحد رواد علم نفس الحديث والتحليل النفسي. ولد بالقرب من بازل، وعمل معظمه في زيورخ بسويسرا، وأصبح أولاً طبيبًا ثّم دخل مجال الطّب النّفسي التّحليلي النّاشئ من خلال تجربته الشخصية وعمله مع المرضى وأبحاثه الغزيرة. وكما أنه ترأس الاتحاد الدّولي التّحليل النّفسي ولاقى تشجيعاً ومساندةً من قِبل فرود، ولكن انفصل يونغ عن هذه الجمعية بعد فترة من الزّمن لأنه لم يتوافق فكرياً مع فرويد. ويرجح الخلاف بينهم هو عن مفهوم “الليبيدو” حيث اعطى كلٌ منهما معنى مختلف، فرويد ربط الليبيدو بالطّاقة الجنسية التّي تلعب دوراً في توجيه سلوك الإنسان بينما يونغ ربطها بالطّاقة النّفسية وما يعني أنها أوسع ممّا ذكره فرويد. بالإضافة إلى أن يونغ كان يعتمد المنهج الوصفي وملاحظة الشّخصية بخلاف نظيره الذّي يعتمد على استخدام النّظريات المجردة…بمرور الوقت، أثرت أفكاره وأساليبه في التّحقيق بعمق على العلوم الإنسانية والفنون والعلاج النّفسي والدّراسات الدّينيّة والعديد من المجالات الأخرى. لقد دخلت العديد من مفاهيم يونغ في الاتجاه السّائد لغتنا وثقافتنا: المعقد، والنّموذج الأصلي، والشّخصية، والظّل، والانطوائي، والانبساط، والتّصنيف، واللاوعي الجماعي، وغيرها. اعتقد يونغ أن معظم أسئلتنا، ومعظم معاناتنا، تنشأ من محن “الرّوح” البشرية، وهو المعنى الأصلي للكلمة اليونانية “النّفسpsyche/“. يدعو عمله شكلاً جديدًا من الحوار بين وعي الأنا و “الرّوح”، وهذا الأخير لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال جهودنا لفهم أعراضنا، وأنماط حياتنا التّي لا يمكن تفسيرها، وأحلامنا التّعويضية، وما إلى ذلك. يعمل هذا الحوار كشكل من أشكال التّوسع النّفسي الرّوحي حيث يكون المرء قادرًا على احتواء المزيد من الأضداد بدلاً من الانقسام بواسطتها. توفي في عام 1961، دون أن يقدم على الإطلاق ملخصًا منهجيًا لعلم النّفس. على مدى الثلاثين عامًا الماضية، تم شرح أفكاره واستكشافها وتضخيمها من قبل الآلاف من الآخرين، مع نتائج متفاوتة. وكما أن العديد من كتبه ومؤلفاته لم تر النّور. (بتصرف، (Jung Society of .Washington