التّربية الإيمانيّة
من عمر 6 إلى 11 سنة:
مرحلة الطّفولة المتأخرة، وهي المرحلة الانتقالية بين الطّفولة المبكرة وبين البلوغ، وما بين المؤسسة الأول(العائلة) والمؤسسة الثّانية (المدرسة، ومحيط الأصدقاء). في هذه المرحلة تتحدّد معالم شخصيّة الطّفل، وتتثبت فيها العديد من القيم والسّلوكيّات، وتبرز خلالها محبّة الطّفل للمعرفة وتكثر أسئلته حول سر الوجود، لماذا نحن هنا؟ كيف ومن أين أتينا؟ ما معنى الآخرة؟ (كلها مواضيع سنتكلم عنها فيما بعد) المسألة المهمة هي أن لا نختلق الأعذار والأكاذيب بل نجيبهم بوضوح وتبسيط وإن كنا لا نعرف كيف نتحدث معهم نلجأ لأخصائيي التّربية من الذّين نحسبهم يخافون ويتقون الله.

كما علينا في هذه المرحلة أن نربط الطّفل بالقرآن، وأن نشجعه على حفظ ما تيسّر منه، من خلال تقديم التّعزيزات له، ليكون القرآن درعًا واقيًا له، كذلك نربطه بسيرة الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وسيرة صحابته الكرام.
وعلينا أيضًا تعليمه أركان الإيمان والإسلام، والإحسان وشرحها بما يتناسب مع عمره.
ومن المهم في هذه المرحلة أن نعوّد فتياتنا على السّتر، ليسهل عليهن الالتزام بالحجاب عندما يصبحن مكلّفات، ومن الواجب علينا أن نعلم أبناءنا أن أجسادنا وديعة الله لنا ويجب أن نحافظ عليها من خلال النّظافة، والسّتر، والأطعمة الصّحية… (نتحدث بالتّفصيل في التّربية الجنسية، والتّربية البدنية).

والصّلاة في هذه المرحلة من أهمّ الأمور التّي يجب أن نحرص على أن يرتبط الطّفل بها، دون تفريط ودون غلوّ، لأهميّتها، فهي عماد الدّين، وهي تعوّد الطّفل على الالتزام، كما أنّها من أهم أسباب استقامته عند الكبر، إن تعلّم إقامتها وتعلّق بها.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النّبيّ ﷺ قال: ((مُرُوا أولادكم بالصّلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرقوا بينهم في المضاجع))؛ حديث صحيح
بالطّبع هنا لا يدعو الرّسول صلى الله عليه وسلم للضّرب المبرح، لكنه يؤكّد على عدم التّهاون في هذا الموضوع. ومن الممكن تعليق قلب الطّفل بالصّلاة من خلال الأحاديث الكثيرة التّي تشرح فضلها، مثل :
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (سَأَلتُ النبِيَّ ﷺ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى الله؟ قال: الصَّلاَةُ عَلَى وَقتِهَا. قلت: ثم أَيُّ؟ قال: بِرُّ الوَالِدَينِ. قلت: ثم أَيُّ؟ قال: الجِهَادُ في سَبِيلِ الله… حديث صحيح
كما أوضح علماء النّفس، بأن شكل الالتزام الدّيّني داخل العائلة يؤثر بشكل كبير في التّطور الدّيّني للطّفل، فالصّلوات المؤدَّاة مع الوالدين، والذّهاب إلى دور العبادة لصّلاة، والدّعاء، والاحتفال بالأعياد أمور مهمة للطّفل قد تأثر إيجاباً (إلتزام الأهل) أو سلباً (تعصب الأهل) فهو لا يطور مفهومه الخاص عن الدّين، بل يُشكله حسب تأثير الأسرة والمحيط الخارجي. في نهاية هذه الفترة يتطور الذّكاء التّجريدي عند الطّفل، فيتخلّى في تصوره للإله عن أسلوب التّفكير التّجسيمي المباشر، وينتقل إلى التّفكير التّجريدي، فيدرك صفات الإله في صورة أكثر تجريدية. لذا علينا أن نساعد أبنائنا بمعرفة صفات الخالق من خلال أسماء الله الحسنى. (بتصرف؛ كتاب علم النّفس الدّيّني2-ص:119)
نموذج: ننصح بقناة على اليوتيوب ل Bissan ElBaz) (فهي تفسر بشكل علمي فكاهي أسماء الله الحسنى، فإن فهم معاني أسماء الله الحسنى يساعد على الإجابة عن الكثير من التّساؤلات عند أطفالنا. وكما أن مؤسسة جسور أنتجت ألعاب الكترونية لحماية هذا الجيل من الالحاد، والشّذوذ، والإجابة على الشّبهات، وتساؤلات الوجودية الدّنيوية والأخروية (,after the match (the rescue of tow princess, save the turtles