التّربية الإيمانيّة
من عمر 3 إلى 6:
هي المرحلة التّأسيسية الّتي يجب أن نحرص فيها على تعليم أطفالنا القرآن والفرائض، وغرس العقيدة السّليمة، دون قسوة وإجبار، بل يكون ذلك من خلال التّحدث معهم وقراءة القصص ومتابعة برامج كرتونية تعنى بغرس القيم والعقيدة، ومن خلال الأنشطة والألعاب المحبّبة.

كذلك غرس محبّة الله في قلوبهم. وبحسب علماء النّفس الحديث من كتاب ” علم النّفس الدّينيّ” ، أن الطّفل في هذه الفترة يكتسب مهارات جديدة منها: والحفظ، والتّصنيف، والعكس، وحلّ المشكلات المحسوسة، والتّحليل حسب مدخلاتهم.. فمن عمر الثّالثة والرّابعة يبدأ بتقليد أفعال الأهل التّي حفظها منذ الصّغر فيبدأ بممارسة ما تعلمه من مبادئ حياتية ودينية وذلك يساعده على الالتزام بها في المستقبل.

. كما علينا أن نحرص جيّداً على اختيار المدارس الجيّدة والّتي تحرص على تقديم التّربيّة الدّينيّة السّليمة، فللمدرسة تأثير بالغٌ على الطّفل. فخلال فترة الطّفولة الأولى تتطور المهارات اللّغوية و التّجريدية (الخيال) عند الأطفال، ويقوم أولاً بدمج المفاهيم الدّينيّة(كمفهوم ؛ الله، الأنبياء، الملائكة، الشّيطان،النّار، الجنة، الحسنة، السّيئة…) الّتي اكتسبوها من محيطهم حتى ولو لم يصل بعد إلى مستوى إدراك هذه المفاهيم بمعنها الحقيقي إلا أنه يستخدمها في حياته اليومية، ويطبقون ما تعلموه لا بل يذكروننا أحياناً ببعض المفاهيم ويكون ذلك في عمر 5-6 سنوات، مثلاً: اذا سمع الطّفل أحد والديه يكذب يذكر الطّفل الأهل أن الكذبة حراماً.
وكذلك تتميز هذه المرحلة بكثرة الأسئلة (مرحلة الفلسفة) وهي تساعد الطّفل على تكوين شخصيته من خلال الإجابة على أسئلته المتعلقة بالوجود. وبما أن ملكة التّجريد لم تنمو بعد فإن تصورات الأطفال تختلف عنا فتصورهم للإله تجسيمي (ملموس) لذا يحاولون فهم طبيعة الإله من خلال تشبيهه للإنسان لكنه أقوى من الجميع وأعلى من الجميع. مع الوقت تتطور قدرات الطّفل الذّهنية وينتقل من الملموس إلى الشبه ملموس وصولاً إلى التّجريدي، فهي مرحلة حساسة جداً فاحرصوا على تعريف الطّفل بخالقه بشكلٍ سليم وليس بالتّخويف والتّرهيب.
يقول عالم النّفس سالزمان (Salzmann) في كتابه “أنتم تُعلمون أطفالكم بالشّكل الخطأ” إذا أردتم أن تفتِّروا علاقة أطفالكم بالدّيّن فعليكم بثلاثة أشياء:
حفِّظوهم الأدعية و الصّلوات، واغضبوا منهم إذا لم يقوموا بذلك.
خوّفوهم إذا ارتكبوا أي خطأ بالقول "إن الله سيحرقكم في النّار ، إن الله سيمسخكم حجراً..
تحدّثوا أمامهم عن مساوئ المتدينيّن.
نموذج: برامج على قنوات اليوتيوب
قصص الحيوان في القرآن، و قصص الإنسان في القرآن، وقصص النّساء في القرآن، وقصص الآيات في القرآن، وقصص العجائب في القرآن، و قناة عمر وهنا…
هذه البرامج تتناسب مع الأطفال من عمر 3 سنوات إلى 9 سنوات ومع ذلك يجب على الأهل المشاهدة مع الأطفال لتفسير بعض الأمور.
كما وعلى الأهل مراقبة ما يشاهده أطفالهم، لأن بعض البرامج قد تؤثر على عقيدة أطفالنا، فهناك مدخلات كثيرة من حق أولادنا علينا
حمايتهم من هذا السّم المُحلّى. فهناك الكثير مما يُحاك لإفسادهم تحت مسمّى الحريّات، لذا وجب الحذر والوعي.
وفي هذه المرحلة يبدأ الأهل بوضع قوانين وقواعد غير مباشرة. مثال أن ينهي طعامه أو يرتب أغراضه… ما علاقتها بالتّربية الإيمانية؟ في أغلب الأحيان إن لم ينهي الطّفل طعامه ماذا يقول البعض؟ الله بيخنقك أو يدخلك إلى النّار.. هنا نكون بدأنا بهدم جسر الإيمان فما الحل وماهي المصطلحات الأنسب. أنهي طعامك ليستغفر الله لك. الله الرّزاق رزقنا هذا الطّعام من غير حولٍ ولا قوة لنا هيا لننهه، وهكذا تكون شكرت الله على النِّعمة… علينا كأهل أن نستحضر المصطلحات والمعانيّ الجميلة عند ذكر الله فإن الله جميل يحب الجمال3 (الجميل أي له الجمال المطلق جمال الذات وجمال الصّفات وجمال الأفعال و الأقوال). كذلك علينا أنّ نحرص أمام أطفالنا على ترديد الأذكار، كأذكار الطّعام واللّباس، والخروج من المنزل، وركوب السّيارة.. ليستشعر الطّفل دائمًا معيّة الله عزّ وجلّ له ويتعلّق به.